كشف تقرير إرنست ويونغ لنشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن القيمة الإجمالية لصفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في المنطقة ارتفعت بنسبة 65% في عام 2010، لتسجل 55.9 مليار دولار أمريكي مقارنة مع 33.9 مليار دولار في عام 2009.
شهد عام 2010 ارتفاعاً في إجمالي عدد الصفقات المعلنة التي بلغت 402 صفقة مقارنة مع عام 2009 الذي سجل 353 صفقة، بنسبة نمو وصلت على 14%. حيث سجل الربع الأخير من العام الماضي نمواً كبيراً في عدد الصفقات المعلنة مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2009، بلغ أكثر من الضعفين، إذ ارتفع عدد للصفقات من 70 صفقة في الربع الأخير من عام 2009 ليصل إلى 152 صفقة في الربع الأخير من عام 2010، بزيادة قدرها 117%. كما ارتفعت قيمة تلك الصفقات المسجلة في الربع الرابع من عام 2010 بنحو ثلاث مرات لتصل إلى 15.6 مليار دولار، مقارنة بقيمتها في الفترة نفسها من العام السابق التي بلغت 5 مليارات دولار، وبزيادة نسبتها 212%.
وفي سياق تعليقه على هذه النتائج، قال فل غاندير، رئيس خدمات استشارات الصفقات في إرنست ويونغ الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، "ساهم الربع الأخير بالحصة الأكبر في صفقات الاندماج والاستحواذ التي شهدها عام 2010، مسجلاً صفقات وصلت إلى مستويات عام 2008، إذ سجل ذلك الربع خمسة من أكبر عشر صفقات، إلى جانب العدد الأكبر من الصفقات في عام 2010. كما شهد الربع الرابع ثاني أعلى قيمة صفقات في عام 2010 وصلت إلى 15.6 مليار دولار، بعد نتائج الربع الثالث من نفس العام الذي شهد صفقات بقيمة 21.7 مليار دولار".
وبحسب التقرير، ساهمت صفقة اتصالات- زين الأعلى من حيث القيمة في عام 2010، حيث بلغت قيمتها نحو 12 مليار دولار، يليها استحواذ الهيئة العامة للتأمينات الاجتماعية على حصة في الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) بقيمة 3.6 مليار دولار، ثم صفقة استحواذ شركة قطر القابضة على حصة في مصرف بانكو سانتاندر بنحو 2.7 مليار دولار.
على الرغم من علم إرنست ويونغ التام بآخر التطورات التي تتناقلها وسائل الإعلام حول خطط شركة "اتصالات" لوقف مفاوضاتها مع شركة زين الكويتية، فقد تضمن هذا الخبر الصحفي والتقرير السنوي لعام 2010 صفقة اتصالات-زين، وذلك بغرض تتبع جميع الصفقات المعلن عنها announced deals (وليس الصفقات المغلقة فقط (closed deals.
شكلت الصفقات المحلية 54% من مجمل عدد الصفقات المعلنة في عام 2010، متبوعة بالصفقات الصادرة التي استحوذت على 29% من إجمالي الصفقات، ثم الصفقات الواردة التي حصدت النسبة الباقية والبالغة 17%. كما استحوذت الصفقات المحلية على القيمة الأكبر من إجمالي قيمة الصفقات المعلنة، وذلك بدعم من صفقة اتصالات-زين، لتحصد 47% من القيمة الإجمالية لصفقات عام 2010. وحلت الصفقات الصادرة في المرتبة الثانية بفارق ضئيل مسجلة 45% من القيمة الإجمالية للصفقات، بينما حصدت الصفقات الواردة على النسبة المتبقية من نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2010 والتي بلغت 8%.
تصدرت مصر أسواق المنطقة من حيث عدد صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في عام 2010، حيث سجلت 47 صفقة، لتتبعها الأردن مع 31 صفقة والمملكة العربية السعودية مع 30 صفقة. أما من حيث قيمة الصفقات فقد استحوذت السعودية على نسبة 18% من قيمة إجمالي الصفقات في المنطقة، بواقع 4.7 مليار دولار أمريكي، تبعتها الإمارات العربية المتحدة بنسبة 9% وبواقع 2.5 مليار دولار. وقد تصدرت الكويت أسواق المنطقة من حيث قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في عام 2010، و يعود ذلك لصفقة اتصالات - زين التي بلغت قيمتها حوالي 13 مليار دولار.
احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة مركز الصدارة من حيث عدد صفقات الاستحواذ، مسجلة 42 صفقة (أي 36٪) من إجمالي عدد الصفقات الصادرة، تلتها دولة قطر مع 14 صفقة (12٪)، ثم المملكة العربية السعودية مع 13 صفقة (11٪). كما احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة مركز الصدارة من حيث قيمة صفقات الاستحواذ، بعد أن سجلت صفقات استحواذ تقدر قيمتها بحوالي 10.8 مليار دولار أمريكي.
وجاءت المملكة المتحدة في المرتبة الأولى من حيث قيمة الصفقات التي عقدها مستثمرون من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، و ذلك بقيمة 5.2 مليار دولار أمريكي، تلتها البرازيل مع صفقات بقيمة حوالي 4.5 مليار دولار. واحتلت الولايات المتحدة المرتبة الأولى من حيث إجمالي عدد الصفقات المعلنة الصادرة من منطقة الشرق الأوسط في عام 2010، مع 14 صفقة، تلتها المملكة المتحدة والهند وتركيا مع 12 صفقة لكل منها.
احتلت الشركات الأمريكية الصدارة في عمليات الاستحواذ من حيث حجم الصفقات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خلال عام 2010، مع 11 صفقة شكلت نسبة 16٪ من إجمالي عدد الصفقات. كما تصدرت الشركات الأمريكية أيضاً قائمة الشركات من حيث قيمة صفقات الاستحواذ التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث عقدت صفقات استحواذ بقيمة 1.2 مليار دولار أمريكي. واجتذبت مصر أكبر قيمة للصفقات الواردة المعلنة مسجلة 1.3 مليار دولار أمريكي، كما جاءت مصر في المرتبة الأولى بين الدول المستهدفة من حيث نشاط الصفقات الواردة مع 20 صفقة، أو 28٪ من مجموع عدد الصفقات المعلنة.
كان قطاع المنتجات الصناعية المتنوعة هو الأكثر جاذبية من حيث عدد الصفقات الصادرة المعلن عنها خلال العام الماضي 2010، حيث وصل عدد الصفقات في هذا القطاع إلى 15 صفقة، يليه قطاع البنوك وأسواق رأس المال في المرتبة الثانية مع 14 صفقة، ثم قطاع المنتجات الاستهلاكية في المرتبة الثالثة مع 13 صفقة. واستحوذ قطاع البنوك وأسواق رأس المال على الحصة الأكبر من الصفقات من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع ما يقرب من 38٪ من إجمالي قيمة الصفقات المعلنة التي تقدر بـ 9.4 مليار دولار أمريكي، يليه قطاع المنتجات الاستهلاكية بنسبة 16٪ وبقيمة وصلت إلى 3.9 مليار دولار أمريكي، بينما جاء قطاع المنتجات الصناعية المتنوعة في المرتبة الثالثة بنسبة 12٪ وبقيمة وصلت إلى 2.9 مليار دولار أمريكي.
بلغ عدد صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية 87 من أصل 402 صفقة معلنة في عام 2010، أو ما يشكل 22٪ من العدد الإجمالي للصفقات المعلنة. وقد تصدر قطاع تكنولوجيا المعلومات من حيث عدد صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية في عام 2010، ، محققاً 11 صفقة. وشملت القطاعات الأكثر جاذبية من حيث قيمة صفقات الأسهم الخاصة وصناديق الثروة السيادية كلاً من قطاع المنتجات الصناعية المتنوعة بقيمة تقارب 3.6 مليار دولار أمريكي، تبعه قطاع البنوك وأسواق رأس المال بقيمة تقارب 3.1 مليار دولار أمريكي.
وختم غاندير بالقول، "من المتوقع أن يتأثر نشاط الصفقات مستقبلاً بما تشهده المنطقة من تطورات، آملين بأن يعاود قطاع الاندماج والاستحواذ التعافي مع عودة الاستقرار إلى المنطقة. كما نتوقع أن تأتي قطاعات الخدمات المالية والتصنيع والصناعات التحويلية، والمنتجات الاستهلاكية، والاتصالات والقطاع العقاري في مقدمة القطاعات من ناحية قيمة الصفقات في عام 2011".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق